منذ بضعة أسابيع فقط، حضرت ريرام موزالبيت حفل زفاف أخيها وهي تحمل حقيبة بها قلب صناعي رائع لضخ الدم في جسدها. وبعد فترة قصيرة، تلقت خبرًا بالتبرع بقلب حقيقي ينتظرها في مركز شيبا الطبي، حيث حالفها الحظ مرتين.
ريرام، فتاة مراهقة تبلغ من العمر 17 عامًا من قرية مرير في إسرائيل، كانت تعاني طوال حياتها من مرض خطير يهدد حياتها. وخلال العام والنصف الماضي، كانت مضطرة للعيش في مركز شيبا الطبي من أجل البقاء على قيد الحياة، وخلال فترة قصيرة والتي استمرت لستة أسابيع مؤخرًا، تلقت ريرام خبرين مُحفزين للقلب. أولاً، تم منحها قلبًا صناعيًا محمولًا سمح لها بالعودة إلى المنزل. وثانيًا، تم التبرع بقلب صحي وزُرع في جسدها الصغير.
قبل حوالي شهر، تم جلب نظام قلب صناعي متقدم ومحمول من ألمانيا إلى إسرائيل خصيصًا من أجل ريرام، بفضل “قلب في حقيبة” أصبحت ريرام قادرة على التحرك وتمكنت من حضور حفل زفاف أخيها الأكبر، والذي كان بالطبع أحد أبرز لحظات الفرح خلال الحدث العائلي.
تم توفير القلب الصناعي لريرام بشكل خاص لأن أطباء مركز شيبا قدروا أن العثور على قلب طبيعي مناسب سيستغرق وقتًا طويلاً جدًا، وفي ذلك الوقت أرادوا أن تتمكن من العيش في منزلها محاطة بعائلتها المحبة تستمتع بأفضل حياة ممكنة، حتى جاءت المفاجأة السارة للجميع، وأصبحت ريرام متلقية للقلب أسرع مما كان متوقعًا.
قال والد ريرام، جاتاس موزالبيت: “قبل عيد الغفران بقليل، اتصل الأطباء من مركز شيبا وقالوا: “تعال بسرعة مع ريرام، قد يكون لدينا قلب متوافق لها”، مضيفًا: “تمت العملية في ليلة عيد الغفران، واستمرت 12 ساعة من الليل إلى الصباح. عندما رأيت ابنتي بعد ذلك، كانت لحظة مؤثرة، لم أحلم أبدًا أن يحدث زرع القلب بهذه السرعة! نحن لا نعرف العائلة التي تبرعت بالقلب، ونحن سعداء جدًا وممتنون لما حصلت عليه ريرام، لكن يملؤنا شعور بالحزن أيضًا بسبب الشابة التي قتلت.”
فيما قالت ريرام، التي تتعافى حاليًا في وحدة العناية المركزة في مركز شيبا: “عندما قالوا لي أنني حصلت على قلب جديد، بدأت في الضحك وقفزت من على الكرسي من شدة الإثارة! يبدو أن الله سمع صلواتي. كنت خائفة قبل عملية الزرع، لكن والدي قال لي أن الله سيكون معي طوال الوقت.”
د. أمير فاردي، مدير وحدة العناية المركزة القلب في مستشفى إدموند وليلي سافرا للأطفال في شيبا، قال: “البطلة الرئيسية لهذه القصة هي ريرام. لم يكن من المعقول بقائها في المستشفى لفترة طويلة بينما تنتظر قلبًا، خاصةً وأننا لم نكن نعرف متى وإذا كان سيأتي قلب متبرع. لهذا السبب قررنا توصيلها بنظام (برلين هارت) المتحرك الاصطناعي، الذي يحتوي على أنظمة احتياطية وبطارية دائمة. ثم فجأة تلقينا مكالمة هاتفية عاجلة من مركز الزرع – هناك قلب! التوقيت حاسم من اللحظة التي يتم فيها استئصال القلب حتى الزرع. لقد كنت جراحًا لسنوات عديدة وشهدت العديد من الأحداث المأساوية، ولكن اللحظة التي ترى فيها صدرًا فارغًا، وتزرع قلبًا صحيًا، وتراه يبدأ في ضخ الدم – هي لحظة مثيرة جدًا”.
في الوقت الحالي، تتعافى ريرام بشكل جيد، مازال أمامها طريقًا لتقطعه، لكنها تنهض من السرير وتبتسم وتتحسن ببطء.
قال الدكتور فاردي: “ساعدت قائمة طويلة من الأشخاص في هذه العملية الاستثنائية، بما في ذلك فريق أطباء شيبا والعائلة الرائعة التي قررت التبرع بقلب شخص يحبونه بعد أن فقدوه”.