قسم علاج الاورام بالإشعاع

في شيبا، نستخدم نظام نوفاليس (Novalis) الثوري الذي طورته برينلاب (BrainLab)، وهو مسرع حديث ومجهز بنظام روبوت ذكي. يثبت النظام المتقدم للتتبع في الوقت الفعلي على كلا أرضية غرفة التسريع وسقفها ويمكنه مراقبة الاختلافات الطفيفة في هيكل المريض. ثم تستخدم هذه البيانات لتدوير المسرع، مما يسمح بتصحيح الهدف بمساعدة سرير آلي. يتيح هذا النظام الاستهداف المثالي الذي يوفر إشعاعًا بدقة تصل إلى حوالي نصف ملليمتر، مما يجعل نوفاليس طريقة رئيسية للعلاج الإشعاعي.

يعتبر نظام نوفاليس نظامًا مثاليًا لإجراء الجراحة الإشعاعية للعمود الفقري، والتي تتطلب معدات متطورة ومهارات متخصصة. يمكن الآن إجراء العلاجات التي كانت تعتبر في السابق عالية الخطورة من قبل متخصصين ذوي خبرة، بحرية وكثافة أكبر.

كما تم استخدام نوفاليس في شيبا لإجراء الجراحة الإشعاعية على الرئتين والكبد، ويجري التخطيط لتنفيذ هذا النظام في شيبا لعلاج سرطان البروستاتا.

نخطط في شيبا كل برنامج علاج لسرطان البروستاتا من خلال إجراء تقييم شامل يأخذ في الاعتبار موقع ومرحلة الورم، مستوى الخطر فيما يتعلق ببيولوجيا السرطان وصحة المريض العامة ونوعية الحياة.

أدت تقنيات التصوير المتقدمة إلى تحسينات كبيرة في علاجات سرطان البروستاتا، على الأخص التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني بيت (PET) باستخدام بي إس إم أي ((PSMA. باستخدام هذه التقنيات، يمكننا تحديد موقع ورم البروستاتا بشكل أفضل وتحديد النقائل (مواقع انتشار الورم) الصغيرة التي لا تزال قابلة للشفاء. بالإضافة إلى ذلك، يتيح استخدام التقنيات الجديدة والفريدة في شيبا جلسات علاج إشعاعي أكثر دقة، أمانًا وأقصر، مثل:

• يتم إعطاء الإشعاع التجسيمي الاستئصالي (SBRT)، الذي يتضمن جرعة عالية بشكل خاص من الإشعاع، من أجل تقليل عدد العلاجات المطلوبة. على سبيل المثال، بدلاً من حوالي 50 جلسة، هناك حاجة إلى خمس جلسات علاج إشعاعي فقط.
• تستخدم المعالجة الكثبية (البراخيثيرابي – Brachytherapy) الإشعاع الداخلي للقضاء على السرطان، بشكل عام في شكل حبيبات أو خرزات مشعة مزروعة. يمكن تقديم أقصى قدر من العلاج دون الحاجة إلى اختراق الأنسجة السليمة. شيبا هي واحدة من المؤسسات الطبية القليلة التي تقدم هذا العلاج المتطور.
• يتم إدخال مادة هلامية (الجيل) في غشاء رقيق يفصل البروستاتا عن المستقيم، مما يسمح بإيصال الإشعاع دون تعريض الأمعاء لجرعة عالية من الإشعاع الضار.
• تُزرع حبيبات الذهب في البروستاتا، مما يساعد على تركيز حزم الإشعاع بشكل صحيح. يتم تقديم العلاج الإشعاعي المتكرر المستهدف، عند الضرورة، مع حماية معززة للأعضاء المجاورة.

تتضمن هذه التقنية الحديثة تقديم الإشعاع أثناء الجراحة، بدلاً من الإشعاع الذي يتم تسليمه قبل الجراحة أو بعدها. الهدف هو مهاجمة الورم بقوة كاملة ودقة قصوى، من أجل منع تكراره. تتوفر في هذه الاحيان عدة أجهزة في إسرائيل لأداء العلاج الإشعاعي أثناء العملية على أورام الثدي الصغيرة.

يتم استخدام تقنية تسريع أكثر تقدمًا في شيبا والتي تدفع الإلكترونات (وليس الأشعة السينية) إلى عمق أنسجة الجسم، حيث يمكنها تشعيع الأورام الكبيرة في البطن، الحوض والأعضاء الأخرى – مع الحد الأدنى من التعرض للأنسجة والأعضاء السليمة المحيطة. يثبت المسرع على منصة متحركة مزودة بذراع آلية، مما يساعد على توجيه الإشعاع إلى عمق الشق الجراحي. تم إجراء أكثر من 50 عملية جراحية في شيبا باستخدام هذا المسرع المحمول من يوليو 2019 إلى فبراير 2020.

إس بي أر تي (SBRT) – أي العلاج الإشعاعي بالتوجيه التجسيمي للجسم – هو تقنية إشعاع مركزة عالية الدقة تُعطى بجرعات عالية. تتميز هذه الطريقة في أنها تعوض حركات الجسم أثناء التنفس، وبالتالي تعزز الدقة القصوى. تتم حماية الأنسجة السليمة حول الورم، وتحسين مدى نجاح العلاج بدون آثار جانبية. من أجل تخطيط كل جلسة إس بي أر تي بشكل مخصص، يتم استخدام الأشعة المقطعية سي تي (CT) في دي4 (4D)، والتي تحدد حركة الورم مع أخذ كل نفس.

ويعرف أيضا ب حبس النفس مع الاستنشاق الحر. يُوصى بالعلاج الإشعاعي عادةً بعد تشخيص الإصابة بسرطان الثدي. مع ذلك، نظرًا لأن القلب يمكن أن يكون قريبًا جدًا من جدار الصدر، فإن الإشعاع يشكل مخاطر على القلب. مع ذلك، فإن التنفس العميق أثناء جلسات العلاج الإشعاعي يمكن أن يحرك القلب بعيدًا عن مجال العلاج بحوالي 1.5 سم، مما يخلق منطقة عازلة واقية. يقوم نظام أر بي إم (RPM) بمزامنة تطبيق الإشعاع مع تنفس المريض. تتوفر هذه التقنية المتطورة في شيبا، حيث يتم استخدام جهاز من إنتاج شركة فاريان (Varian) لمراقبة تنفس المريض عن كثب.

تزايد استخدام تقنية الإشعاع الجزئي للثدي (التي تستهدف سرير الورم بعد الجراحة) في السنوات الأخيرة. عند استخدام هذه الطريقة فأنه بالإمكان إعطاء جرعات أعلى من الإشعاع، ويمكن إجراء العلاج المكثف مرتين يوميًا لمدة خمسة أيام. عادة، من الأنسب تطبيق العلاج بعد الاستئصال الجراحي للورم الذي يبلغ طوله 2-3 سم.

يمكن إعطاء الإشعاع الجزئي خارجيًا عبر مسرعات خطية (linear accelerators)، أو داخليًا عن طريق إدخال قسطرة في منطقة الجراحة. خيار آخر هو استخدام المعالجة الكثبية (البراخيثيرابي – Brachytherapy) لتوصيل الإشعاع الجزئي للثدي.

تستخدم هذه التقنية المتخصصة في العديد من أنواع السرطان، بما في ذلك للأورام النسائية، أورام الرأس والعنق. يستخدم علاج آي إم أر تي (IMRT) تحكمًا محوسبًا لإنتاج جرعات إشعاعية تلتصق بالورم بأقصى قدر من الدقة. عندما يكتشف الكمبيوتر أن حزمة فرعية معينة تشكل خطرًا على عضو حيوي ومهم، فيمكنه تقليل كثافة الفوتونات في تلك الحزمة الفرعية من مجال الإشعاع. على الجانب الآخر، عندما يتم تحديد هدف مرئي ولا يوجد عضو حيوي في الطريق، يمكن السماح بالمرور الأقصى للفوتونات. تقصر طريقة رابيد أرك (Rapid Arc) علاج آي إم أر تي (IMRT) ليستمر بضع دقائق فقط، مما يعزز راحة المريض.

تتضمن الطريقة التقليدية لإشعاع أورام الدماغ استخدام إطار معدني لتأمين رأس المريض. في حين أن هذا الإطار ألغى حركة المريض وتجنب استهداف أنسجة المخ السليمة، كان الإعداد مؤلمًا للمريض بشكل عام. في الوقت الحاضر في شيبا، بدلاً من الإطار، يتم توصيل قناع بلاستيك حراري مريح بالسرير ويتم استخدامه جنبًا إلى جنب مع نظام العلاج نوفاليس (Novalis) لاستهداف الورم بدقة عالية.