التاريخ ليس مجرد شيء نقرأ عنه في الكتب، بل يتم صنعه كل يوم بواسطة بأيدي الأشخاص الذين لديهم الشجاعة الكافية لصُنع تغييرات مهمة، وهذا ما نأمل أن نفعله بطريق الحرير الجديد.
في أفغانستان، يتم تشخيص ما يقرب من 100 حالة جديدة من سرطان الشبكية كل عام، وهو نوع من سرطان العين يصيب الأطفال الصغار في المقام الأول، لكن مع التطورات الحديثة أصبح الورم الأرومي الشبكي قابلاً للعلاج بشكل كبير عند تشخيصه والتعامل معه بشكل صحيح، مع وجود فرصة كبيرة جدًا لإنقاذ بصر المريض وحياته، ولكن من الصعب تحقيق ذلك في أفغانستان.
في حين يمكن للأطفال الأفغان طلب المساعدة في عدد قليل من مراكز المنظمة الوطنية لإعادة تأهيل طب العيون (نور) (NOOR) في جميع أنحاء البلاد، إلا أن قدرتهم على المساعدة غالبا ما تكون محدودة.
على مدى أكثر من 1500 عام، ساهم طريق الحرير الأصلي في تبادل السلع والأفكار بين الثقافات المتنوعة، والآن، بعد قرون من إغلاقه، أصبح لدينا طريق حرير طبي جديد.
والتزامًا منها بتوفير “أمل بلا حدود”، تعاونت شيبا مع أطباء من أفغانستان وباكستان لإنشاء مشروع طريق الحرير الجديد الذي يهدف إلى تزويد الأطفال الأفغان بالرعاية المنقذة للحياة.
يحظى المشروع بدعم لوجستي ومالي وسريري من قبل شيبا، وقد تم تشكيله بفضل جهود كبير أطباء العيون البروفيسور إيدو ديدي فابيان وطبيب العيون المقيم الدكتور ماتان أرازي.
بحسب البروفيسور فابيان: “من خلال التعاون الدولي، واستشارات التطبيب عن بعد، والتنسيق الجغرافي، والمساهمات الخيرية، يهدف برنامج طريق الحرير للورم الأرومي الشبكي إلى خفض معدلات وفيات الأطفال الناجمة عن هذا السرطان القاتل بشكل كبير. ويتماشى هذا المسعى المشترك مع أهداف منظمة الصحة العالمية، ويهدف إلى أن يصبح مسار إحالة نموذجي للبلدان الأخرى، وخاصة في الدول والمجتمعات المحرومة”.
وحتى الآن، تم إحضار 10 أطفال أفغان يعانون من ورم أرومي الشبكي للعلاج في مستشفى لاهور للأطفال في باكستان كجزء من البرنامج، وسيتم علاج العديد من الأطفال الآخرين قريباً.
إنه لشرف كبير أن نساعد الأشخاص المحتاجين في جميع أنحاء العالم، ونحن نتطلع إلى مواصلة تطوير المشروع وتوسيعه.