عندما لم يتمكن أطباء الضفة الغربية من المساعدة، أحيل إبراهيم إلى مركز شيبا الطبي بمساعدة صديقه. هناك، تجلى له التعاطف الإنساني الذي فاق توقعاته كذلك الطب الرائد والمتقدم.
في أبريل 2015، لاحظ إبراهيم البالغ من العمر 46 عامًا وجود تضخم في رقبته. في البداية، لم يعره اهتمامًا، الا انه نظرًا لاستمرار التضخم، بل ونما أيضًا، قرر عندها التماس العناية الطبية بالقرب من مسقط رأسه في عرابة في الضفة الغربية. استخلص طبيب محلي إلى رجوح إصابة إبراهيم بعدوى بسيطة، وبدا أن التضخم قد اختفى بعد أن عولج بالمضادات الحيوية. لسوء الحظ، بعد ثلاثة أشهر، عاد التضخم، هذه المرة أكبر من ذي قبل.
تواصل إبراهيم مع الأطباء المحليين مرة أخرى. هذه المرة، بعد خضوعه لفحص التصوير، تم اكتشاف سرطان ليمفوما اللاهودجكين منتشر على نطاق واسع. عندما لم يتمكن الأطباء من تقديم مزيد من المعلومات أو خيارات العلاج، التمس إبراهيم العناية الطبية في نابلس، حيث خضع لخزعتين، أجريت إحداهما دون تخدير، مما تسبب له في ألم شديد. في انتظار تشخيص حاسم، أصيب إبراهيم بالانهيار، متأسفًا لمحنته الأليمة، لكنه وجد القوة للمضي قدمًا والكفاح من أجل الشفاء. عندما تم تشخيصه أخيرًا بمرض ليمفوما لا-هودجكين وأُبلغ بإمكانية علاج حالته، بدأ إبراهيم في الخضوع للعلاج الكيميائي وجلسات العلاج الموجه. مع ذلك، بعد فترة خمود أولية للمرض، انتكس مرضه وعاد، عندها توقع أطباؤه أنه لن يشفى من مرضه بتاتًا.
في عام 2018، بعد فترة شديدة الخطورة كان قد انتشر بها السرطان في جسده، بدا أن الأمل قد ضاع. لهذا، عندما اقترح صديق أن يتواصل إبراهيم مع مركز شيبا الطبي الذي كان يعمل به ووصفه بأنه “واحد من أفضل المراكز في العالم”، سارع إبراهيم إلى التصرف.
بعد وقت قصير من وصوله إلى شيبا، التقى إبراهيم بأطبائه الذين نظموا له نظامًا علاجيًا كيميائيًا مدمجًا وعلاجًا موجهًا. يتذكر إبراهيم قائلاً: “في شيبا، لم أكن معجبًا بالأدوية والمرافق المتقدمة فحسب، بل كنت أيضًا ممتنًا لاكتشاف الرعاية التي أعطت الأولوية لرفاهي وتقليل الألم وعدم الراحة.”
بينما حقق ذلك العلاج فترة هدوء قصيرة، سرعان ما عاد السرطان واتخذ إبراهيم منعطفا نحو الأسوأ. عازمًا على مساعدة إبراهيم، أوصى الدكتور أفراهام أفيغدور، مدير معهد أمراض الدم والأنسجة في شيبا، بأحدث العلاج المناعي للخلايا التائية كار تي ( (CAR T، الذي يتضمن إعادة برمجة الخلايا التائية المناعية للمريض لمهاجمة الأنسجة السرطانية.
بعد بدء العلاج، حدث شيء فاجأ حتى أطباء شيبا المخضرمين – تجاوب جسد إبراهيم بشكل استثنائي مع العلاج المتقدم واختفى السرطان من جسده كاملًا.
لأول مرة منذ سنوات عديدة، تمكن إبراهيم من العودة إلى العمل ومتابعة شغفه بالغناء مرة أخرى
“بالنسبة لي، شيبا لا يعد مجرد مشفى فحسب، بل أصبح بمثابة بيتًا بعيدًا عن منزلي”. قال إبراهيم، “أود أن أعرب عن امتناني لجميع موظفي خدمات المرضى الدوليين على العلاج المتعاطف والمخلص الذي تلقيته منذ استقبالي حتى فترة تسريحي من المشفى، كذلك لعائلتي الحبيبة التي كانت بجانبي ودعمتني في جميع خطواتي على امتداد الطريق. ”
“لأولئك الذين يواجهون تحديات مماثلة، رسالتي هي: لا تفقدوا الايمان! آمل أن تتم مشاركة قصتي للناس في جميع أنحاء منطقتنا ليعلموا كيف للرعاية الصحية أن تجمعنا جميعًا حتى في الأوقات العصيبة “.
عدد البالغين الذين خضعوا للعلاج الخلايا التائية في شيبا:
لوكيميا الدم الحادة : 27
الميلوما المتعددة: 60
لوكيميا الدم المزمنة : 27
اللوكيميا اللاهودكينية: 60
