قبل وقت قصير من تصاعد الأحداث في أوكرانيا، وصلت فيرا إلى إسرائيل للخضوع لعلاج منقذ للحياة: الأول من نوعه لفتاة في عمرها.
عندما ولدت فيرا، “خرجت إلى العالم وبدأ لون بشرتها يتحول على الفور إلى اللون الأزرق”، تتذكر والدتها، ناتاليا. سرعان ما تم تشخيص وجود ثقب كبير في الحاجز بين بطيني القلب لديها وتضيق في المخرج الأيمن من قلبها
استمرت قصة فيرا حتى بلوغها من العمر أربعة أشهر، عندها خضعت لعملية قلب مفتوح، تم خلالها إصلاح الحاجز عن طريق الجراحة وإزالة الصمام الرئوي. بينما بدا في البداية أن فيرا قد تعافت وتطورت بشكل طبيعي، ألا أنه بحلولها سن السادسة، كانت هناك علامات واضحة على ضعف نموها، وعندما بلغت سن العاشرة، كانت تزن 20 كجم فقط.
وفقًا لـناتاليا، “كما هو الحال في كييف، كانت جراحة القلب المفتوح بمثابة العلاج المتاح الوحيد، وكنت أبحث عن علاج بديل ضمن طب الأوعية الدموية لا يتضمن شقًا جراحيًا ويوفر مخاطر صحية أقل لـفيرا، قررنا البحث عن خيارات للعلاج في الخارج.”
جعلت جائحة كورونا هذه العملية أكثر صعوبة، لكن في النهاية، اقترح أطباء أوكرانيون إسرائيل كوجهة للعلاج، حيث قالوا “إنها مكان ممتاز لإجراء جراحة القلب.” بناءً على توصية عائلة خضع طفلها لعملية صمام قلب في إسرائيل، قررت ناتاليا الاتصال بمركز شيبا الطبي.
“بعد وصولنا إلى شيبا ، شعرنا على الفور أن جميع الأمور قد نسقت، وفي الوقت المحدد لها وجاهزة لنا، بما في ذلك جميع المستندات ذات الصلة”، تقول ناتاليا.
بعد وقت قصير من وصول فيرا وناتاليا إلى إسرائيل، خضعت فيرا لعملية استبدال صمام عن طريق القسطرة، والتي لحسن الحظ سارت على ما يرام.
وفقًا للطبيب الدكتور شارون بوريك سيغر، رئيس قسم قسطرة القلب للأطفال في شيبا الذي أجرى العملية: “ما كان مميزًا في هذه الحالة هو انخفاض وزن جسمها. هذه هي الحالة الأصغر سنًا لفتاة نعتني بها في البلاد على الإطلاق. وهذا يعني أنه يمكننا الآن تقديم رعاية مماثلة للأطفال اليانعين والأصغر. “
من جانبها، تعتقد ناتاليا أنها “اتخذت أفضل خيار يمكن أن أحصل عليه – لقد كانت تجربة خالية من الإجهاد لفيرا، وسار كل شيء حسب التخطيط. يجب أن نتوجه بشكر خاص إلى ريما، منسقتنا الطبية، وهي شخص لطيف وعطوف للغاية. لقد فهمت بوضوح المشاكل التي واجهناها وكانت حريصة على المساعدة. لأي شخص كان يواجه مشكلة مماثلة لمشكلتنا، أوصي بشدة بمركز شيبا الطبي “.
عادة، كان هذا يمثل نهاية رحلة فيرا وناتاليا إلى إسرائيل. لكن لسوء الحظ، اندلعت الحرب في موطنهم أوكرانيا قبل ساعات من صعدهم بالطائرة إلى الوطن، وتم إلغاء جميع الرحلات الجوية.
نظرًا لعدم إمكانية الوصول إلى حساباتهم المصرفية الأوكرانية وعدم وجود وسيلة للعودة إلى الوطن، أدرك مسؤولو مركز شيبا الطبي ظروف ناتاليا وفيرا الشديدة وكانوا عازمين على المساعدة. بعد تمديد تأشيراتهم، تم توفير أماكن إقامة لفيرا وناتاليا في حرم شيبا، جنبًا إلى جنب مع الطعام والملابس والمساعدات المالية.
في الوقت الحالي، لا يزال لدينا منزل نعود إليه، لكن الحرب مستمرة وقد يتغير الوضع. لقد مر أسبوعان منذ خضوع فيرا لعملية جراحية، وفي الوقت الحالي، أنا قلقة أكثر بشأن زوجي وابنتي الكبرى في أوكرانيا “.
