وجدت دراسة سريرية جديدة أجريت على مرضى سرطان القولون والمستقيم في شيبا أن العلاج باستخدام بروبرانولول (ديرالين) وإيتودولاك (إيتوبان) بعد الاستئصال الجراحي للورم قد يمنع انتشار الورم على المدى الطويل.
تمت ملاحظة الاستجابات الإيجابية للعلاج من قبل البروفيسور شمغار بن إلياهو، عالم الأعصاب المتخصص في علم المناعة العصبية النفسية (PNI) في كلية ساجول لعلم الأعصاب وكلية العلوم النفسية بجامعة تل أبيب، والبروفيسور عوديد زامورا من كلية الطب بجامعة تل أبيب، الذي قاد الدراسة.
قال البروفيسور بن إلياهو: “لقد قلل علاجنا من علامات النقائل في أنسجة الورم وقلل من فرص تكرار الإصابة بالسرطان.. سعينا عمدًا إلى الحصول على الأدوية الأكثر أمانًا والأرخص ثمناً القادرة على تقليل استجابة الجسم للالتهابات الناتجة عن الإجهاد لعملية جراحية في محاولة لجعل الرعاية عالية الجودة أكثر سهولة.”
بالنسبة للمرضى الذين تم تشخيص إصابتهم بسرطان القولون والمستقيم، فإن الجراحة لإزالة الورم هي العلاج الأساسي، لسوء الحظ، مع هذا النوع من السرطان، تظل فرصة حدوث ورم خبيث بعد العملية الجراحية بين المرضى في المرحلة المبكرة مرتفعة بنسبة 35% ويُرجع البروفيسور بن إلياهو ذلك إلى الإجهاد الجسدي والنفسي للجراحة: “الإجهاد أثناء فترة الانتظار للجراحة، والإجهاد وردود الفعل الالتهابية التي ينتجها الجسم أثناء الجراحة نفسها، وفترة التعافي الجسدي، وأخيرًا القلق التالي من تكرار الإصابة بالسرطان، كلها لها تأثير سلبي على قدرة الجسم على مكافحة العمليات النقيلية”.
تم إعطاء بروبرانولول (ديرالين)، المستخدم لخفض ضغط الدم وتقليل القلق، وإيتودولاك (إيتوبان)، المستخدم لمنع الألم والالتهاب، إلى 16 مريضًا من أصل 34 شاركوا في التجربة، وأعطيت بقية المجموعة دواء وهميا. بدأ العلاج قبل خمسة أيام من الجراحة واستمر لمدة 20 يومًا فقط، ولم يكن له أي آثار جانبية على المرضى.
تثير الهرمونات التي يتم إطلاقها في الجسم بعد الجراحة استجابات الإجهاد والالتهاب، مما يتسبب في إطلاق هرمونات البروستاجلاندين والكاتيكولامين. تعمل هذه الهرمونات على قمع النشاط المناعي المضاد للانتشار، مما يزيد من احتمالية تطور النقائل.
بالإضافة إلى ذلك، تساعد هذه الهرمونات بشكل مباشر الخلايا السرطانية التي تبقى في الجسم حتى بعد الجراحة. وأوضح البروفيسور بن إلياهو أنه بسبب التعرض لهذه الهرمونات، يصبح النسيج السرطاني أكثر عدوانية وانتشارا: “الخبر السار هو أننا نعرف كيفية علاج التوتر والالتهابات باستخدام الأدوية الجاهزة.”
بعد خمس سنوات، فقط ثُمن (12.5%) من المرضى الذين تلقوا تركيبة الدواء تطور لديهم نقائل، في حين أن نصف المرضى في المجموعة الضابطة أصيبوا بنقائل.
نُشرت الدراسة تحت عنوان “تأثير COX-2 المحيطة بالجراحة وتثبيط بيتا الأدرينالي على البقاء على قيد الحياة بدون مرض لمدة 5 سنوات في سرطان القولون والمستقيم: تجربة تجريبية عشوائية محكومة للوقاية من ورم خبيث في القولون والمستقيم (COMPIT)” في المجلة الأوروبية لجراحة الأورام.
وفي الوقت نفسه، نشر الباحثون لمحة عامة عن النظرية الأساسية والمبادئ التوجيهية التي استخدمتها التجربة السريرية في مجلة Nature Review Cancer تحت عنوان “الإجهاد والسرطان: الآليات والأهمية والاتجاهات المستقبلية”.
على الرغم من أن النتائج أولية، إلا أن البروفيسور بن إلياهو والبروفيسور زامورا متفائلان لأن النتائج تحمل أهمية إحصائية، رغم من نطاقها المحدود، حاليًا، يسعى الباحثون للحصول على تمويل لإجراء تجربة سريرية واسعة النطاق لتأكيد اكتشافهم والبدء في تطبيق العلاج على المرضى في أقرب وقت ممكن.
