في مراحل الحياة المختلفة، هناك دائمًا أوقات نحتاج فيها إلى دعم من الأشخاص الذين يهتمون بنا، أعتقد أن أفضل دعم هو الذي يأتي من العائلة: إخوتنا، أخواتنا، أطفالنا، وغيرهم.. وهذا هو أحد الأسباب الرئيسية التي دفعتني وزوجتي بيترا لاتخاذ قرار بإنجاب طفل آخر، ابننا جابرييل.
لم يكن الحمل صعبًا في البداية حتى عانت زوجتي من نزيف حاد، بعد فحص طارئ، أخبرونا أن لديها مشكلة في المشيمة (حالة تكون فيها المشيمة منخفضة جدًا، تحجب عنق الرحم وغالبًا ما تنفصل عن جدار الرحم). في 14 يونيو، خلال الأسبوع 32 من الحمل، وُلد جابرييل.
كانت الولادة معقدة لكل من الأم والابن؛ فقدت زوجتي حوالي 3 لترات من الدم في ذلك اليوم، وولد جابرييل بنبض قلب ضعيف وكان يحتاج إلى إنعاش. في اليوم التالي، أجرى أطباؤنا في مستشفى تشيلي العام في سلوفينيا العديد من الاختبارات والفحوصات لطفلنا الصغير، بعد تقييم النتائج، تم تشخيصه بوجود تشوهين مختلفين في القلب.
لم يكن المستشفى في سيلجي مجهزًا للتعامل مع هذه الأنواع من اضطرابات القلب الخطيرة، لذلك قاموا على الفور بنقل ابننا الصغير عبر مروحية طبية إلى مستشفى أكبر في ليوبليانا.
بالنسبة لي، كانت الأخبار المتعلقة بحالة قلب جابرييل بمثابة تحول إلى أسوأ كابوس بالنسبة لي. بعد أن نجونا بالكاد من الولادة، علمنا أن هناك فرصة لحدوث شيء خاطئ خطير- لكن سماع أن هذا قد حدث بالفعل كان مدمرًا. لن أنسى تلك اللحظة أبدًا.
من اللحظة التي علمنا فيها بتشخيصه حتى النهاية السعيدة، أصبحت حياتنا مثل الأفعوانية العاطفية المحفوفة بالمخاطر. قام الأطباء في ليوبليانا بعلاج جابرييل واستقرار حالته في المدى القصير، لكنه كان بحاجة إلى جراحة معقدة لعلاج قلبه في المدى الطويل.
كانت فترة القلق التي قضيناها في انتظار اتخاذ قرار بشأن كيفية ومكان إجراء جراحة جابرييل واحدة من أصعب فترات محنتنا بأكملها. خاصة وأننا كوالدين لم نشارك في القرارات التي كانت تُتخذ بشأن كيفية إنقاذ حياة ابننا، وشعرنا بالعجز. كنا نعلم أن هناك خيارات قليلة، وأن الوقت لم يكن في صالحنا.
اكتشفنا لاحقًا أن طبيبًا متفانيًا للغاية، الدكتور جروسك من مستشفى الأطفال في ليوبليانا، كان مسؤولاً عن جلب جابرييل إلى إسرائيل. من أعماق قلبي أتقدم بالشكر الجزيل للدكتور جروسك.
ضع في اعتبارك أنني لم أكن أعرف شيئًا واحدًا عن إسرائيل أو مركز شيبا الطبي حتى اليوم الذي اكتشفنا فيه أننا متجهون إلى هناك. ومن الطبيعي أن يكون رد فعلي الأول هو ماذا؟ أين؟ ولماذا نذهب إلى إسرائيل؟ في تلك المرحلة، كل ما شعرت به هو الغضب بشأن المدة التي استغرقها التوصل إلى هذا القرار. ولكن بعد ذلك، قمت بواجبي وقرأت كل ما يمكن معرفته عن شيبا والطبيب الذي كان ينتظر علاج جابرييل – الدكتور ديفيد مشالي، مدير قسم جراحة القلب للأطفال والصدر الخلقية.
الآن، أقول لكل شخص أقابله أن الدكتور ديفيد مشالي قد جاء لهذا هذا العالم بمهمة إنقاذ أكبر عدد ممكن من الأطفال، وهو ملتزم بشدة بتحقيق هذه المهمة. لا توجد كلمات تصف ديفيد ومواهبه. نتقدم بالشكر الجزيل لديفيد، ولجميع العاملين في وحدة العناية المركزة، وريما، المنسقة الطبية الشخصية لدينا في شيبا.
استغرقت العملية الجراحية المعقدة التي أجراها جابرييل حوالي أربع ساعات، ثم بقي في مركز شيبا الطبي لمدة 15 يومًا. كانت الساعات الأربع الأولى هي الأطول والأصعب في حياتي. ما زلت أرى صورة واضحة لوجه ديفيد – وسأرى تلك الصورة إلى الأبد – عندما خرج أخيرًا من غرفة العمليات، وشاركنا الأخبار الرائعة!
كان طاقم وحدة العناية المركزة مذهلاً للغاية. لقد كانوا محترفين وواثقين، وكان رد فعلهم سريعًا، وكانوا يعرفون ما يجب عليهم فعله في كل لحظة. سأتذكرهم دائمًا! لقد وعدت أنه في يوم من الأيام، سيزورهم ابننا جابرييل كسائح لإسرائيل. أريده أن يلتقي بكل هؤلاء الأشخاص الطيبين الذين أنقذوا حياته.
لقد أدخلت ريما، المنسقة الطبية الشخصية لدينا في شيبا، لطفها الخاص ودعمها في تجربتنا باستمرار، حيث قامت بتنسيق كل شيء بشكل مثالي ودائمًا ما تقول الكلمات الصحيحة في الوقت المناسب. نرسل لها شكرا جزيلا!
في النهاية، التقيت بأشخاص هنا في سلوفينيا مع أطفال يعانون من أمراض قلبية مماثلة. وبدون تردد، أقول لهم – إسرائيل هي المكان الذي يجب أن تذهبوا إليه! على الرغم من أنها بعيدة، إلا أنه لا توجد مسافة أكبر من أن تقطعها عندما يتعلق الأمر بإنقاذ حياة طفلك.
إلى جانب كل الدعم الذي تلقيته في إسرائيل، يجب أن أشكر أيضًا والدة جابرييل، بيترا، وابني الأول، لوفرو، اللذين كانا مصدرًا قويًا للطاقة والطمأنينة التي ساعدتني في التغلب على تجربة جابرييل. أحبكم جميعاً!
